أطلقت جمهورية شمال مقدونيا مشروعًا رئيسيًا لتحديث القطاع الزراعي، يهدف إلى تركيب أجهزة استشعار متطورة للتربة في جميع أنحاء البلاد لتحسين كفاءة الإنتاج الزراعي واستدامته. ويمثل هذا المشروع، الذي تدعمه الحكومة والقطاع الزراعي والشركاء الدوليون، خطوةً مهمةً في مجال ابتكار العلوم والتكنولوجيا الزراعية في شمال مقدونيا.
مقدونيا الشمالية بلد زراعي بامتياز، وتلعب الزراعة دورًا هامًا في اقتصادها. ومع ذلك، لطالما واجه الإنتاج الزراعي تحديات ناجمة عن سوء إدارة المياه، وتفاوت خصوبة التربة، وتغير المناخ. ولمواجهة هذه التحديات، قررت حكومة مقدونيا الشمالية إدخال تقنية متطورة لاستشعار التربة لتمكين الزراعة الدقيقة.
الهدف الرئيسي للمشروع هو مساعدة المزارعين على اتخاذ قرارات أكثر علمية من خلال مراقبة المؤشرات الرئيسية مثل رطوبة التربة ودرجة الحرارة ومحتوى العناصر الغذائية في الوقت الحقيقي، وبالتالي تحسين غلة المحاصيل وجودتها، وتقليل استخدام المياه والأسمدة، وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في نهاية المطاف.
سيُركّب المشروع 500 مستشعر تربة متطور في المناطق الزراعية الرئيسية في شمال مقدونيا. سيتم توزيع هذه المستشعرات على مختلف أنواع التربة ومناطق زراعة المحاصيل لضمان شمولية البيانات وتمثيلها بدقة.
ستجمع المستشعرات البيانات كل 15 دقيقة، وتنقلها لاسلكيًا إلى قاعدة بيانات مركزية. ويمكن للمزارعين الاطلاع على هذه البيانات آنيًا عبر تطبيق جوال أو منصة إلكترونية، وتعديل استراتيجيات الري والتسميد حسب الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، ستُستخدم البيانات في البحوث الزراعية وتطوير السياسات الزراعية لتحسين الإنتاج الزراعي بشكل أكبر.
في كلمته خلال حفل إطلاق المشروع، قال وزير الزراعة في مقدونيا الشمالية: "إن تنفيذ مشروع مستشعر التربة سيوفر لمزارعينا أدوات زراعية دقيقة غير مسبوقة. وهذا لن يُسهم فقط في تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي، بل سيُقلل أيضًا من التأثير على البيئة ويُحقق التنمية المستدامة".
وفقًا لخطة المشروع، ستعزز مقدونيا الشمالية خلال السنوات القليلة المقبلة تقنية استشعار التربة في جميع أنحاء البلاد، لتشمل المزيد من المناطق الزراعية. وفي الوقت نفسه، تخطط الحكومة أيضًا لإطلاق المزيد من مشاريع الابتكار في العلوم والتكنولوجيا الزراعية، مثل مراقبة الطائرات بدون طيار والاستشعار عن بُعد عبر الأقمار الصناعية، وغيرها، بهدف تحسين مستوى الذكاء في الإنتاج الزراعي بشكل شامل.
علاوة على ذلك، تأمل مقدونيا الشمالية أيضًا في جذب المزيد من الاستثمارات الدولية والتعاون الفني من خلال هذا المشروع، وتعزيز تطوير سلسلة الصناعة الزراعية.
يُعد إطلاق مشروع مستشعر التربة إنجازًا هامًا في مسيرة تحديث القطاع الزراعي في شمال مقدونيا. فمن خلال تطبيق تقنيات ومفاهيم متقدمة، ستُتيح الزراعة في شمال مقدونيا فرصًا تنموية جديدة، وتُرسي أسسًا متينة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقت النشر: 6 يناير 2025